هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أين المنهج العلمي للأزهر الشريف ؟

    sayed ebrahim
    sayed ebrahim
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 242
    العمر : 49
    الموقع : https://akerkelma.yoo7.com
    المزاج : good
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008

    أين المنهج العلمي للأزهر الشريف ؟ Empty أين المنهج العلمي للأزهر الشريف ؟

    مُساهمة من طرف sayed ebrahim 11/9/2008, 6:20 am

    إلى كل عالم وطالب علم أزهري : لماذا اختفى المنهج العلمي الأزهري الأصيل ؟ وكيف يعود من جديد ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم ,
    الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن تبعه ووالاه إلى اليوم الذي فيه نلقى الله ..
    وبعد ..
    فالقصد من هذا المقال تنبيه الأزهريين ليفيقوا ويعرفوا حقيقة دورهم ويحيوا دور الأزهر من جديد , وليس غرضه التكلم عن غير الأزهريين أو التشهير بهم أو السخرية منهم..
    كما أنه يتعلق بالجانب المعني بنشر وتعليم العلوم الشرعية , ولا يتطرق إلى أمور أخرى كالدور السياسي أو الاجتماعي للأزهر , ذهذه لها مقالات أخرى بعون الله .
    هذا المقال فقط صيحة تنبيه ..

    (1)
    لا شك أن كل من يهتم بأمر تعليم العلوم الشرعية وتبسيطها للعامة من الناس وللراغبين فيها من طلبة العلم يلاحظ انحسار دور الأزهر الذي كان يقوم به قديما في هذا المجال .. ويشعر بمدى الخطورة التي تحيق بفكر الأمة من جراء هذا الانحسار , حيث يسلم الشباب وطلبة العلم والعوام عقولهم لأناس غير مؤهلين لتعليمهم ..
    فمن النادر الآن – إن لم يكن مستحيلا - أن تجد مسجدا أو بيتا تقام فيه حلقة أزهرية يُدَرّسُ فيها فن من فنون العلم الشرعي – بعيدا عن السلك النظامي التعليمي الرسمي المؤسسي - , اللهم إلا الجامع الأزهر وبعض المساجد العتيقة في القاهرة وبعض المدن , ولا يتجاوز عدد هذه المساجد والحلقات أصابع اليدين ..
    ويرى على الجهة الأخرى كيف أن تيارات جديدة – ليس لها رصيد الأزهر ومنهجه في العلم - تبوأت موقع الصدارة الآن في هذا المجال , وانتشرت أفكارها بين الناس عن طريق المطبوعات والأشرطة والحلقات العلمية ..
    وبسبب هذا انقلبت موازين المعرفة في كثير من العلوم الشرعية .. فتَحَوَّل المُجْمَعُ عليه في العصور السابقة إلى محل خلاف في عصرنا الحاضر , والقضايا والمسائل الفقهية والعقدية المحسومة منذ أزمانٍ طُرِحَتْ من جديد للمناقشة ابتداءً من نقطة الصفر !!
    هذا مع كثرة علماء الأزهر وسعة علمهم واطلاعهم واتزان منهجهم وشدة إتقانهم لفنون علوم الشريعة ..
    فلماذا انحسر دورهم - وبالتالي دور الأزهر – في عصرنا الحاضر في تعليم الناس وتوعيتهم بأمور دينهم ودنياهم ؟ وكيف استطاع غيرهم أن يصل إلى بيوت الناس وعقولهم وقلوبهم ؟ وكيف اقتدر على الاستئثار بكثير منهم وإبعادهم عن طريقة الأزهر ومنهجيته في العلوم؟
    (2)
    أنا لا أتهم غير الأزهريين الذين يقومون بنشر وتعليم العلوم الشرعية في نواياهم , لكن العتب فقط على المنهج , لذلك لا أحب أن أذكر أسبابا خارجة عن الأزهريين أنفسهم , فأنا أعرف أن وراء الآخرين – رغم حسن نواياهم - من يساندهم بالمال ويروّج منهجهم من أجل أهداف سياسية وفكرية معينة ..
    وكل ذلك مهما بلغ , لا يقوى أبدا على مواجهة المنهج الأزهري إذا قام الأزهريون بواجبهم.
    فالمشكلة الكبرى التي تواجه الشباب الصغير أو الرجل الكبير الذي يريد أن يتعلم الفقه والحديث والأصول , أنه لا يجد من الأزهريين من يرشده أو يعلمه بطريقة منهجية منظمة , وإذا سأل الإمام الأزهري الذي يصلي خلفه في المسجد عن طريقة لطلب العلم يخبره أنه سيجيبه عن أسئلته التي يريد إجابتها , وهو بذلك لا يعلمه بطريقة منهجية , فقط يجيب عن تساؤلات .
    وبالطبع هذا لا يكفي إنسانا متعطشا للاستزادة .. لأنه يريد من يعلّمه ويفهمه , ويتابع تقدمه في العلم , ويرسم له الطريق إلى الاستزادة , ويوجه تحركاته , ويقيّم تجربته , ويُوقِفُه على ما وصل إليه , وكيف يترقى منه إلى غيره .. يريد أن يعرف المسائل والأبواب والمصطلحات التي يسمعها عنها والتي لا يسمعها.
    وليس ذنبه – في ظل غياب الأزهريين وطريقتهم المنهجية الصحيحة - أن يجد حلقة في مسجد تدرس الحديث أو الفقه أو الأصول فيجلس فيها , فهو يشعر أنه وجد بغيته وأدرك مقصده , وبالتالي ينتظم معهم معتقدا أن هذا المنهج هو المنهج الصحيح.
    (3)

    ولعلاج هذا المرض والتصدي لهذه المصيبة الكبرى التي ألمّت بالعقلية الإسلامية وبالفكر الإسلامي وتوشك أن تقضي عليه , لا بد من الإشارة إلى عدة أمور ولو على وجه السرعة:
    - أغلب العلماء الأزهريين حصروا أنفسهم في الطريقة النظامية لتعليم العلم الشرعي , واكتفوا بها عن غيرها , فيعلمون الطلاب من خلال المعاهد والكليات الأزهرية فقط , وإذا خرجوا بنشاطهم عن هذا النطاق فلا يفعلون إلا عن طريق تصاريح من الدولة حتى لا يتعرضون للمساءلة !!
    في الوقت الذي يقوم فيه غيرهم باقتطاع جزء من وقته لهذه المهمة , ولا ينتظر عليها أجرا من أحد , ولا يخاف مساءلةً من جراء قيامه بها ..
    ولعل هذا هو سبب انتشار الأفكار الأخرى , فعندما يكثر الطلاب حول أحد الناس تتجه إليه أنظار المؤسسات الإعلامية المعنية , مِن دُور الطباعة وشركات الأشرطة , فيحقق المنهج انتشارا كبيرا بذلك.
    إذن لا بد أن يعود العلماء الأزهريون إلى المساجد والحلقات من جديد , ولا بد أن يقرّبوا العلم للناس ويبذلوه لهم ويبحثون عنهم ليعطوهم إياه ولا ينتظروا مجيئهم إليهم , فنحن لسنا في العصر القديم الذي اشترط فيه الإمام مالك حضور أبناء الرشيد إليه , بل عصرنا عصر الاستسهال .
    حيث يسأل المرء نفسه .. لماذا أتعب في الوصول إلى الجامع الأزهر لتلقي العلم بينما هو متاح وسهل عن طريق فلان وفلان القابعين في المسجد ليل نهار وقد أوقفوا أنفسهم على هذا الأمر؟..
    لا ينبغي أن نبتعد عن الناس أكثر من ذلك , فالناس يريدون أن يتعلموا لكن الأمر يشتبه عليهم , ويظنون أن العلم الذي يتلقونه على يد الأزهريين هو بعينه العلم الذي سيتلقونه على يد غيرهم.
    وهذه المشكلة يواجهها البعيدون عن التعليم الأزهري النظامي - وإن كان الطلاب الآن حلّت بهم مأساة بعد نكسة إلغاء تدريس المذاهب الفقهية وكتب التراث في التعليم الإعدادي والثانوي - , فما ذنب هؤلاء أن آباءهم توجهوا بهم في صغرهم إلى التعليم غير الأزهري ؟ , وماذا يفعلون إذا أرادوا الالتحاق بركب العلم والعلماء ؟.
    لكن إذا عاد الأزهريون إلى الناس سيكثر الطلاب حولهم , وستتهافت عليهم المؤسسات التي تنشر علومهم ومحاضراتهم وفتاويهم ورسائلهم , فكثير من تلك المؤسسات يهمها المكسب المادي قبل كل شيء , ولو وجدت الناس ملتفين حول الأزهريين لن تتردد في التقرب منهم ونشر أفكارهم.
    (4)


    تبقى النقطة المتعلقة بتنظيم هذا العمل وكيف يتم ..
    أرى أن هناك صحوة جديدة يشهدها المنهج الأزهري رغم ما سبق أن قلته , فالحلقات العلمية قد عادت والحمد لله في الجامع الأزهر وعدد من المساجد بتوفيق من الله وبجهود علماء فضلاء أهمهم أمر الأمة وما تمر به من أزمة فكرية وعلمية , والأمل فيهم كبير إن شاء الله تعالى , لكن هذا غير كاف في العودة من جديد , ولا في التصدي لهذا السرطان الفكري المنتشر بقوة .
    فهذه الحلقات لا تحوي كل العلماء الذي تلقوا العلم بتلك الطريقة المضمونة المشهود لها منذ عصور السلف الصالح – أعني طريقة الحلقات ومنح الإجازات التي تكفل اتصال الأسانيد بين المتلقين وبين المؤلفين القدامى في علوم الشرع - , ومن هؤلاء العلماء عدد كبير منتشر في أقاليم مصر , ولكنهم لا يقومون بتعليم الناس بتلك الطريقة خوفا من المساءلة أو التضييق الأمني عليهم أو انشغالا بأمور المعاش , ومنهم من سافر إلى الخارج ضربا في الأرض وسعيا لطلب الرزق .. فكل هؤلاء يمكن الاستفادة منهم في إحياء دور الأزهر ونشر العلم الصحيح من جديد ..
    وأظن الطريقة المثلى هي أن كل عالم أو طالب علم درس على الطريقة الأزهرية يقوم بتعليم الناس في بيته في البداية - أو مسجده إن كان يستطيع - , ويعلن ذلك في المجالس التي تجمع الناس, وأن يقوم العلماء أصحاب النفوذ أو المناصب الرفيعة في الدولة بحماية هؤلاء , وبعرض هذه الفكرة على السلطات حتى لا تضيق عليهم , وحتى ينتشر الفكر الوسطي الصحيح وينكمش الفكر الخاطئ الناتج عن الحلقات العشوائية , فقط يكون التضييق والمساءلة على من لا يملك إجازة علمية موثقة وإن كان أزهريا , والناس حينها سوف يستطيعون المقارنة بين الطريقتين والمنهجين .. والحقُ والاعتدال لا يَخفَيان على الناس عندئذٍ.
    إذا أردنا أن ننهض بالأمة من جديد , وأردنا أن ننشر العلم الشرعي الصحيح , وشعرنا بثقل الأمانة التي نحملها على عواتقنا بما تعلمناه وعرفناه .. علينا أن نعيش لتلك القضية , ونجعل لها جزءا أصيلا من أوقاتنا إن لم تأخذ جميع وقتنا ..
    فما انتشر هذا العلم وما وصل إلينا إلا بصبر العلماء وطلبة العلم على تحصيله ونشره , مجابيهن الشدائد من الضعف والفقر وغيرهما في سبيل ذلك .. فأكرمهم الله تعالى بقبول عملهم وتخليد ذكراهم في الناس إلى أن تقوم الساعة.
    فهلاّ بحثنا لأنفسنا عن دور في عملية الإحياء هذه ؟ وهلاّ قمنا نشد العزم لمنافسة من سبقنا وأدى ما عليه إلينا , حتى نؤدي نحن أيضا ما علينا إلى من خلفنا؟
    أسأل الله تعالى أن يستعملنا ولا يستبدلنا , وأن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا من ينفعنا , وان يهدينا ويهدي بنا ويجعلنا سببا لمن اهتدي , وأن يجعلنا للمتقين إماما.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو 8/5/2024, 1:33 am