السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:
كيف تنصح مقصراً في
الصلاة ؟سؤال:
كيف لي أن أدعو أحداً
إلى الصلاة ، مع أنه يعرف أنها واجبة ، ولكنه يتركهاأحياناً ؟ وأريد أن تعطيني بعض الجمل
البسيطة والمتعلقة في هذا السؤال ،وبعض الجمل التي فيها ترهيب وترغيب
.
الجواب:
الحمد للهيمكنك تذكير هذا الشخص
ونصحه من خلال بيان حكم ترك الصلاة ، وحكم ترك الصلاة جماعة في المسجد ، وبيان حال
السلف مع الصلاة .
أما حكم ترك الصلاة :
فقد سبق في عدة أجوبة أن تاركها كافرٌ خارج منالإسلام ، وأنه لا يُقبل منه عمل يوم
القيامة ، وأنه يجب فسخ عقد نكاحه معزوجته إن كانت مصلية ، كما أنه يجب أن يعلم
هذا التارك أنه لا تؤكل ذبيحته،
ولا يغسَّل ولا يصلَّى عليه ولا يُدفن في مقابر المسلمين .
عن سمرةبن
جندب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رؤياه التيرآها
فقال : " إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما قالا لي انطلق وإني انطلقتمعهما
، وإنا أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة ، وإذا هويهوي
بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتهدهد الحجر هاهنا فيتبع الحجر ويأخذهفلا
يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان ثم يعود عليه يفعل به مثل ما فعلالمرة
الأولى ، قال : قلت لهما : سبحان الله ! ما هذا ؟ قال : قالا لي
: انطلق ، قال :
فانطلقنا... وفي آخر الحديث قال صلى الله عليه وسلم: " قالالي :
أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذالقرآن
فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة " .
رواه البخاري ( 6640
) .
قال محمد بن نصر
المروزي :
سمعت إسحاق – أي : ابن
راهويه - يقول : صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلمأن تارك الصلاة كافر ، وكذلك كان رأي أهل
العلم من لدن النبي صلى اللهعليه وسلم أن تارك الصلاة عمداً من غير عذرٍ
حتى يذهب وقتها كافر ، وذهابالوقت أن يؤخر الظهر إلى غروب الشمس والمغرب
إلى طلوع الفجر .
" تعظيم قدر
الصلاة " ( 2 / 929 ) .
وأما صلاة الجماعة في
المسجد : فكما أن الصلاة فرقٌ بين المسلم والكافرفإن الصلاة في جماعة علامة بين المؤمن
والمنافق ، وقد كان الصحابة رضيالله عنهم يعدُّون المتخلف عن صلاة الجماعة
منافقاً معلوم النفاق .
سئل الشيخ صالح الفوزان
– حفظه الله - :
أنا شاب غير متزوج أؤدي
الصلاة لكن بصفة غير مستمرة أي ليس كل وقت بوقته ،وأحيانًا تفوتني صلاة يوم كامل وأؤديها كلها
سويًّا ، فما هو حكم الشرع فيذلك ؟ .
فأجاب :يجب على المسلم
المحافظة على أداء الصلاة فيأوقاتها مع جماعة المسلمين ، ولا يجوز إخراج
الصلاة عن وقتها ، قال تعالى:
{ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًامَّوْقُوتًا
} [ النساء / 103 ] أي : مفروضة في أوقات معينةتؤدى
فيها ، وفي الأثر : " إن لله عملاً بالليل لا يقبله بالنهار ،وعملاً
بالنهار لا يقبله بالليل " ، وإخراج الصلاة عن وقتها إضاعة لها،قال تعالى : {
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواالصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ
فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا . إِلامَن تَابَ } [ مريم / 59 ، 60 ]
والجمع بين الصلاتين لا يجوز ،إلا لعذر شرعي في وقت إحداهما ، كالظهر مع
العصر والمغرب مع العشاء ،أما جمع الصلوات ليوم كامل فهذا لا يجوز ولا
تصح الصلاة بهذه الكيفية .
" المنتقى من
فتاوى الفوازن " ( 5 / 56 ، 57 ) .
وأما حال السلف مع صلاة
الجماعة في المسجد : فحال عظيم يدل على مدىاهتمامهم بها ، وحرصهم على أدائهم حتى مع
كونهم معذورين في أدائها .
قال وكيع بن الجراح عن
الأعمش سليمان بن مهران : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى
.
وقال محمد بن المبارك
الصوري : كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي إذا فاتته صلاة الجماعة بكى
.
وروي عن محمد بن خفيف
أنه كان به وجع الخاصرة فكان إذا أصابه أقعده عنالحركة فكان إذا نودي بالصلاة يُحمل على ظهر
رجل ، فقيل له : لو خففت علىنفسك ؟ قال : إذا سمعتم " حي على
الصلاة " ولم تروني في الصف فاطلبوني فيالمقبرة .
وسمع عامر بن عبد الله
بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسهفقال : خذوا بيدي ، فقيل : إنك عليل ، قال :
أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع
ركعة ثم مات .
والله أعلم