هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    تابع *** الصحابة رضي الله عنهم

    sayed ebrahim
    sayed ebrahim
    Admin


    ذكر عدد الرسائل : 242
    العمر : 49
    الموقع : https://akerkelma.yoo7.com
    المزاج : good
    تاريخ التسجيل : 29/08/2008

    تابع *** الصحابة رضي الله عنهم Empty تابع *** الصحابة رضي الله عنهم

    مُساهمة من طرف sayed ebrahim 17/9/2008, 7:26 pm

    سيد الحفاظ

    أبو هريرة


    إنه الصحابي الجليل أبو هريرة -رضي الله عنه-، كان اسمه قبل إسلامه عبد
    شمس، فلما شرح الله صدره للإسلام سماه الرسول عبد الرحمن، وكناه الصحابة
    بأبي هريرة، ولهذه الكنية سبب طريف، حيث كان عبد الرحمن يعرف بعطفه الكبير
    على الحيوان، وكانت له هرة (قطة) يحنو عليها، ويطعمها، ويرعاها، فكانت
    تلازمه وتذهب معه في كل مكان، فسمي بذلك أبا هريرة، وكان رسول الله يدعوه
    أبا هريرة، فيقول له: (خذ يا أبا هريرة) [البخاري].
    وقد ولد أبو هريرة
    في قبيلة دوس (إحدى قبائل الجزيرة)، وأسلم عام فتح خيبر (سنة 7هـ)، ومنذ
    إسلامه كان يصاحب النبي ويجلس معه وقتًا كبيرًا؛ لينهل من علمه وفقهه،
    وحاول أبو هريرة أن يدعو أمه إلى الإسلام كثيرًا، فكانت ترفض، وذات يوم
    عرض عليها الإسلام فأبت، وقالت في رسول الله كلامًا سيِّئًا، فذهب أبو
    هريرة إلى الرسول ، وهو يبكي من شدة الحزن، ويقول: يا رسول الله، إنى كنت
    أدعو أمي إلى الإسلام وهى مشركة، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره،
    فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة.
    فقال رسول الله : (اللهم اهد أم
    أبي هريرة)، فخرج أبو هريرة من عند الرسول فرحًا مستبشرًا بدعوة نبي الله
    ، وذهب إلى أمه ليبشرها، فوجد الباب مغلقًا، وسمع صوت الماء من الداخل،
    فنادت عليه أمه، وقالت: مكانك يا أبا هريرة، وطلبت ألا يدخل حتى ترتدي
    خمارها، ثم فتحت لابنها الباب، وقالت: يا أبا هريرة، أشهد أن لا إله إلا
    الله وأن محمدًا عبده ورسوله.
    فرجع أبو هريرة إلى الرسول يبكي من
    الفرح، ويقول: يا رسول الله أبشر، قد استجاب الله دعوتك، وهدى أم أبي
    هريرة، فحمد الرسول ربه، وأثنى عليه وقال خيرًا، ثم قال أبو هريرة: يا
    رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم
    إلينا، فقال رسول الله : (اللهم حبّبْ عُبَيْدَك هذا وأمه إلى عبادك
    المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين)، قال أبو هريرة: فما خلق مؤمن يسمع بي ولا
    يراني إلا أحبني. [مسلم].
    وكان أبو هريرة -رضي الله عنه- يحب الجهاد
    في سبيل الله، فكان يخرج مع المسلمين في الغزوات، وكان يواظب على جلسات
    العلم ويلازم النبي ، فكان أكثر الصحابة ملازمة للنبي وأكثرهم رواية
    للأحاديث عنه ، حتى قال عنه الصحابة: إن أبا هريرة قد أكثر الحديث، وإن
    المهاجرين والأنصار لم يتحدثوا بمثل أحاديثه، فكان يرد عليهم ويقول: إن
    إخواني من الأنصار كان يشغلهم عمل أراضيهم، وإن إخواني من المهاجرين كان
    يشغلهم الصفق بالأسواق (التجارة)، وكنت ألزم رسول الله على ملء بطني،
    فأشهد إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا.
    ولقد قال رسول الله يومًا: (من يبسط
    ثوبه فلن ينسى شيئًا سمعه مني، فبسطت ثوبي حتى قضى من حديثه، ثم ضممتها
    إليَّ، فما نسيت شيئًا سمعته منه) [مسلم]، ولولا آيتان أنزلهما الله في
    كتابه ما حدثت شيئًا أبدًا {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى
    من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. إلا
    الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم }
    [البقرة: 159- 160].
    وكان لأبي هريرة -رضي الله عنه- ذاكرة قوية قادرة
    على الحفظ السريع وعدم النسيان، قال عنه الإمام الشافعي -رحمه الله- : إنه
    أحفظ من روى الحديث في دهره. وقال هو عن نفسه: ما من أحد من أصحاب رسول
    الله أكثر حديثًا عنه مني، إلا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه
    كان يكتب ولا أكتب.
    وكان يحب العلم، فكان طلابه يقبلون عليه، حتى
    يملئوا بيته، كما كان مقدرًا للعلم، فذات يوم كان ممددًا قدميه فقبضهما ثم
    قال: دخلنا على رسول الله حتى ملأنا البيت وهو مضطجع لجنبه، فلما رآنا قبض
    رجليه ثم قال: (إنه سيأتيكم أقوام من بعدي يطلبون العلم، فرحبوا بهم
    وحيُّوهم وعلموهم) [ابن ماجه].
    وكان أبو هريرة شديد الفقر، لدرجة أنه
    كان يربط على بطنه حجرًا من شدة الجوع، وذات يوم خرج وهو جائع فمر به أبو
    بكر -رضي الله عنه-، فقام إليه أبو هريرة وسأله عن تفسير آية من كتاب
    الله، وكان أبو هريرة يعرف تفسيرها، لكنه أراد أن يصحبه أبو بكر إلى بيته
    ليطعمه، لكن أبا بكر لم يعرف مقصده، ففسر له الآية وتركه وانصرف، فمر على
    أبي هريرة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسأله ففعل معه مثلما فعل أبو بكر.

    ثم مر النبي فعلم ما يريده أبو هريرة فقال له النبي : (أبا هريرة)، فقال:
    لبيك يا رسول الله، فدخلت معه البيت، فوجد لبنًا في قدح، فقال : (من أين
    لكم هذا؟) قيل: أرسل به إليك. فقال النبي : أبا هريرة، انطلق إلى أهل
    الصفة (الفقراء الذين يبيتون في المسجد) فادعهم، فحزن أبو هريرة، وقال في
    نفسه: كنت أرجو أن أشرب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، ثم قال
    في نفسه: لابد من تنفيذ أمر الرسول ، وذهب إلى المسجد، ونادى على أهل
    الصفة، فجاءوا، فقال في نفسه: إذا شرب كل هؤلاء ماذا يبقى لي في القدح،
    فأتوا معه إلى بيت النبي ، فقال له النبي : (أبا هر، خذ فأعطهم)، فقام أبو
    هريرة يدور عليهم بقدح اللبن يشرب الرجل منهم حتى يروى ويشبع، ثم يعطيه
    لمن بعده فيشرب حتى يشبع، حتى شرب آخرهم، ولم يبق في القدح إلا شيء يسير،
    فرفع النبي رأسه وهو يبتسم وقال: (أبا هر) قلت: لبيك يا رسول الله، قال:
    (بقيت أنا وأنت) قلت: صدقت يا رسول الله، فقال الرسول: (فاقعد فاشرب).

    قال أبو هريرة: فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال النبي يقول لي
    اشرب فأشرب حتى قلت: والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغًا (مكانًا)، فقال
    النبي : (ناولني القدح) فأخذ النبي القدح فشرب من الفضلة. [البخاري].

    وقد أكرم الله أبا هريرة نتيجة لإيمانه وإخلاصه لله ورسوله ، فتزوج من
    سيدة كان يعمل عندها أجيرًا قبل إسلامه، وفي هذا يقول: نشأتُ يتيمًا،
    وهاجرت مسكينًا، وكنت أجيرًا عند بسرة بنت غزوان بطعام بطني، فكنت أخدم
    إذا نزلوا، وأحدوا إذا ركبوا (أي أمشى أجر ركائبهم)، فزوجنيها الله،
    فالحمد لله الذي جعل الدين قوامًا، وجعل أبا هريرة إمامًا.
    وفي عهد
    عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- تولى أبو هريرة إمارة البحرين، وكان نائبًا
    لمروان بن الحكم على المدينة، فإن غاب مروان كان هو الأمير عليها، وكان
    يحمل حزمة الحطب على ظهره في السوق ويراه الناس.
    وكان أبو هريرة -رضي
    الله عنه- ناصحًا للناس؛ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، وبينما كان
    يمر بسوق المدينة رأى الناس قد اشتغلوا بالدنيا، فوقف في وسط السوق وقال:
    يا أهل السوق: إن ميراث رسول الله يقسم وأنتم هنا، ألا تذهبون فتأخذوا
    نصيبكم منه! فقالوا: وأين هو؟ قال: في المسجد. فأسرع الناس إلى المسجد ثم
    رجعوا إلى أبي هريرة فقال لهم: ما لكم رجعتم؟! قالوا: يا أبا هريرة، قد
    ذهبنا إلى المسجد، فدخلنا فيه فلم نر فيه شيئًا يقسم! فقال: وماذا رأيتم؟
    قالوا: رأينا قومًا يصلون، وقومًا يقرءون القرآن، وقومًا يذكرون الحلال
    والحرام، فقال لهم أبو هريرة: فذاك ميراث محمد .
    وعاش أبو هريرة لا
    يبتغي من الدنيا سوى رضا الله وحب عباده من المسلمين حتى حضرته الوفاة،
    فبكى شوقًا إلى لقاء ربه، ولما سئل: ما يبكيك؟ قال: من قلة الزاد وشدة
    المفازة، وقال: اللهم إني أحب لقاءك فأحبب لقائي. وتوفي -رضي الله عنه-
    بالمدينة سنة (59 هـ)، وقيل سنة (57هـ)، وعمره (7تابع *** الصحابة رضي الله عنهم Icon_cool سنة، ودفن بالبقيع
    بعدما ملأ الأرض علمًا، وروى أكثر من (5000) حديث.





    شبيه إبراهيم
    معاذ بن جبل


    إنه أبو عبد الرحمن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، أحد السبعين رجلا الذين
    شهدوا بيعة العقبة الثانية من الأنصار، وقد أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة،
    وقد تفقه معاذ في دين الله، فوصفه الرسول بأنه (أعلم الناس بالحلال
    والحرام) [الترمذى].
    وكان الصحابة -رضوان الله عليهم- يجتمعون حوله
    ليتعلموا منه أمور الحلال والحرام، وقال عنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب:
    عجزت النساء أن يلدن مثله، ولولاه لهلك عمر. ومدحه عبد الله بن مسعود فقال
    عنه: كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين، حتى ظن السامع أنه
    يقصد إبراهيم عليه السلام، فقال له ابن مسعود: مانسيت، هل تدرى ما
    الأمَّة؟ وما القانت؟ فقال: الله أعلم، فقال الأمة الذي يعلم الخير،
    والقانت المطيع لله وللرسول[أبو نعيم والحاكم].
    وكان معاذ أحد الذين
    يفتون على عهد رسول الله ، وهم: عمر، وعثمان، وعلي من المهاجرين، وأبي بن
    كعب ومعاذ، وزيد من الأنصار. بل قدمه عمر في الفقه، فقال: من أراد الفقه؛
    فليأت معاذ بن جبل. وكان أصحاب رسول الله إذا تحدثوا وفيهم معاذ نظروا
    إليه هيبة له واحتراما [أبو نعيم].
    وقال عمر بن الخطاب يومًا لأصحابه:
    لو استخلفت معاذَا -رضي الله عنه- فسألني ربى عز وجل ما حملك على ذلك؟
    لقلت: سمعت نبيك يقول: (يأتي معاذ بن جبل بين يدي العلماء برتوة (مسافة
    كبيرة) [أحمد].
    وقد بعثه رسول الله إلى اليمن قاضيًا، وقال له: (كيف
    تقضي إذا عرض لك قضاء)، قــال: أقضـي بكتاب الله. قال: (فإن لم تجد في
    كتاب الله)، قال: فبسنة رسول الله ، قال: فإن لم تجد في سنة رسول الله ولا
    في كتاب الله؟ قال: اجتهد رأيي، فضرب رسول الله صدره، وقال: (الحمد لله
    الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله) [الترمذي وأبو داود وأحمد].

    وقابله النبي ذات يوم، وقال له: (يا معاذ، إني لأحبك في الله) قال معاذ:
    وأنا والله يا رسول الله، أحبك في الله. فقال : (أفلا أعلمك كلمات تقولهن
    دبر كل صلاة: رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك). [أبو داود والنسائي
    والحاكم].
    وكان -رضي الله عنه- أحد الصحابة الذين يحفظون القرآن، وممن
    جمعوا القرآن على عهد رسول الله ، حتى قال عنه النبي : (استقرئوا القرآن
    من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب،
    ومعاذ بن جبل) [متفق عليه].
    يقول أبو مسلم الخولاني: دخلت مسجد حمص
    فإذا فيه ما يقرب من ثلاثين شيخًا من أصحاب رسول الله (، وإذا فيهم شاب
    أجحل العينين (من الاكتحال)، براق الثنايا، ساكت لا يتكلم، فإذا اختلف
    القوم في شيء أقبلوا عليه فسألوه، فقلت لجليسي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل
    -رضي الله عنه-، فوقع في نفسي حبه، فكنت معهم حتى تفرقوا.
    وكان معاذ
    يحث أصحابه دائما على طلب العلم فيقول: تعلموا العلم فإن تعلمه لله تعالى
    خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلم
    صدقه، وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام.
    وكان معاذ حريصا
    على تمام سنة المصطفى ، متمسكًا بها، وكان يقول: من سره أن يأتي الله عز
    وجل آمنا فليأت هذه الصلوات الخمس؛ حيث ينادي بهن، فإنهن من سنن الهدى،
    ومما سنه لكم نبيكم ، ولا يقل إن لي مصلى في بيتي فأصلى فيه، فإنكم إن
    فعلتم ذلك تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم (لضللتم).
    وكان
    كريمًا، كثير الإنفاق، فيروى أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعث إليه
    بأربعمائة دينار مع غلامه، وقال للغلام، انتظر حتى ترى ما يصنع؟ فذهب بها
    الغلام وقال لمعاذ: يقول لك أمير المؤمنين اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال
    معاذ: رحم الله وصله، تعالى يا جارية اذهبي إلى بيت فلان بكذا، واذهبي إلى
    بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ وقالت: نحن والله مساكين فأعطنا، ولم
    يبق في الصرة إلا ديناران فأعطاهما إياها، ورجع الغلام إلى عمر فأخبره بما
    حدث، فسر عمر بذلك. [ابن سعد وأبو نعيم].
    وكان كثير التهجد يصلي
    بالليل والناس نيام، وكان يقول في تهجده: اللهم نامت العيون وغارت النجوم،
    وأنت حي قيوم، اللهم طلبي للجنة بطىء، وهربي من النار ضعيف، اللهم اجعل لي
    عندك هدى ترده إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
    ولما حضرته
    الوفاة قال لمن حوله من أهله: أنظروا أأصبحنا أم لا؟ فقالوا: لا ثم كرر
    ذلك، وهم يقولون: لا. حتى قيل له أصبحنا فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها
    إلى النار، مرحبًا بالموت مرحبًا، زائر مغب (أي خير) وحبيب جاء على فاقة
    (حاجة)، اللهم إني قد كنت أخافك فأنا اليوم أرجوك، اللهم إنك تعلم أني لم
    أكن أحب الدنيا، وطول البقاء فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن
    لظمأ الهواجر (يقصد الصوم)، ومكابدة الساعات (أي قيام الليل)، ومزاحمة
    العلماء بالركب عن حلق الذكر. ومات معاذ سنة (18هـ) على الأصح وعمره (3تابع *** الصحابة رضي الله عنهم Icon_cool
    سنة.





      الوقت/التاريخ الآن هو 25/11/2024, 11:14 pm